إن السؤال غامض نوعًا ما. وهناك أمران يجب أخذهما في الاعتبار. إذا تعلق الأمر فقط بشرح عدم استواء سطح الماء في جميع الحالات، يكفي إعطاؤهم بعض الأمثلة الملموسة كتساقط قطرات الشتاء على زجاج النافذة، وقطرات الندى على خيوط العنكبوت أو على أوراق النباتات في الصباح الباكر، وتكثيف بخار الماء على السطح الخارجي لغلاية المياه. أما التفسير العلمي، فسيكون أكثر تعقيدًا. وبدون الدخول في تفاصيل معادلة لابلاس، أرى أنه من الضروري الاستناد إلى فكرتها: ففي كل الأحوال تتشكل قطرات السوائل وكأنها كرات من المطاط الرقيق (الكاوتشوك) المملوءة بالماء. كما لو كانت هذه القطرات مُحاطة بغشاء مطاطي يحاول منعها من الهروب. ويعادل هذا الغشاء التوتر السطحي، الذي يكون نوعًا ما ضعيفـًا في حالة الزيت الذي يسيل بسهولة ويُبلل حوله. وعلى العكس من ذلك، يكون التوتر السطحي قويًّاا في حالة الماء (بدون صابون يعمل على إضعافه). إذاً، يرشح الماء بصورة أقل من الزيت. أما بالنسبة للزئبق، فيكون توتره السطحي عاليًا جدًّا (ويجب توخي الحذر في التعامل مع هذا السائل شديد السُّمِّية)، مما يفسر هروبه في شكل كرات صغيرة، في حالة انكسار ترمومتر قديم. فهذا الغشاء الذي تحدثنا عنه قبلاً يكون قويًّا لدرجة تمنعه من تغيير الشكل الصلب الذي يأخذه عندما يتدحرج على الأرض.